U3F1ZWV6ZTI4NDE3ODMxNTQyODk1X0ZyZWUxNzkyODQyNTQ1MTU2MA==

كيفية استخدام العلاج المعرفى السلوكى لتحسين اللغة البراجماتية لدى اطفال التوحد

 

كيفية استخدام العلاج المعرفى السلوكى لتحسين اللغة البراجماتية لدى اطفال التوحد




هل يمتلك طفلك حصيلة لغوية جيده ويتحدث بجمل كاملة، لكنكِ تشعرين أنه لا يستطيع التعبير عندما يستخدمها في موقف اجتماعي حقيقي؟

 هل يجد صعوبة في تبادل أطراف الحديث، أو فهم النكات، أو الحفاظ على التواصل البصري، أو حتى تكوين صداقات رغم رغبته في ذلك؟

اطمئني، أنتِ لستِ وحدك. هذا ما يُسمى بـ "اللغة البراجماتية" (Pragmatic Language)، وهي إحدى التحديات الجوهرية التي تواجه الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD).

في كثير من الأحيان، لا يكون الحل في المزيد من جلسات التخاطب التقليدية التي تركز على مخارج الحروف، بل في نهج أعمق يعالج الجذور النفسية للمشكلة. هذا النهج هو العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، الذي أثبتت الأدلة العلمية فعاليته ليس فقط في دحض القلق، بل كأداة قوية لبناء التواصل الاجتماعي.

في هذا الدليل، سنستعرض كيف يمكن توظيف تقنيات CBT لفك شفرة التواصل لدى أطفال التوحد.


أولاً: ما هي اللغة البراجماتية؟ 

قبل البحث عن الحلول، يجب تحديد المشكلة. اللغة البراجماتية لا تقاس بـ "كم" كلمة يعرفها الطفل، بل بـ "كيف" يستخدم هذه الكلمات وسط الناس. إنها مجموعة القواعد الاجتماعية غير المكتوبة التي تتيح لنا:

  1. توظيف اللغة: لأغراض متعددة (التحية، الطلب، الرفض).

  2. تكييف الكلام: تغيير الأسلوب ليناسب المستمع (مخاطبة طفل تختلف عن مخاطبة بالغ).

  3. احترام قواعد المحادثة: مثل تبادل الأدوار (Turn-taking)، والبقاء في صلب الموضوع.

علامات تخبرك بوجود مشكلة

غالباً ما يظهر قصور اللغة البراجماتية لدى أطفال التوحد في صور متعددة، منها:

  1. تجنب التواصل البصري: صعوبة النظر في العينين أثناء الحديث.

  2. المحادثة من طرف واحد: الميل لـ "المونولوج" والحديث المستمر عن اهتماماتهم فقط دون مشاركة الطرف الآخر.

  3. ضعف قراءة لغة الجسد: عدم فهم تعبيرات الوجه أو نبرة الصوت.

  4. الفهم الحرفي: صعوبة استيعاب المزاح، السخرية، أو الكلام المجازي.

  5. العزلة الاجتماعية: الفشل في تكوين صداقات نتيجة للتحديات السابقة.


ثانياً:لماذا لا يطبق الطفل المهارات التي تعلمها؟ 

الإجابة غالباً بسبب: القلق الاجتماعي. تشير الدراسات إلى أن 50% إلى 79% من أطفال التوحد يعانون من القلق. هذا القلق يدفعهم لآلية دفاعية تسمى "التمويه" (Camouflaging).

  • ما هو التمويه؟ هو الجهد الهائل الذي يبذله الطفل لإخفاء سمات التوحد (مثل إجبار نفسه على التواصل البصري المؤلم) ليبدو "طبيعياً".

  • ما تكلفته؟ هذا "القناع" يسبب إرهاقاً ذهنياً شديداً، وتوتراً مستمراً، مما يستنزف الطاقة اللازمة للتواصل الفعلي.

كيف يتدخل العلاج المعرفي السلوكي (CBT)؟

يعمل الـ CBT كحل مناسب لأنه:

  1. يعالج القلق: مما يقلل من الخوف الاجتماعي.

  2. يقلل الحاجة للتمويه: فعندما يهدأ القلق، لا يعود الطفل بحاجة لإهدار طاقته في إخفاء ذاته.

  3. يصحح الأفكار: يساعد الطفل على تغيير قناعاته السلبية عن نفسه (مثل: "لا أحد يحبني").


ثالثاً: تعديل العلاج ليناسب عقل التوحد

لا ينجح الـ CBT التقليدي كما هو، بل يجب "تكييفه" ليناسب طريقة تفكير أطفال التوحد من خلال:

  1. الوسائل البصرية: استخدام القصص الاجتماعية، الجداول، ورسوم المشاعر لأنهم متعلمون بصريون.

  2. الروتين: توفير هيكل ثابت للجلسات.

  3. الأنشطة العملية: الابتعاد عن الكلام المجرد والاعتماد على اللعب.

  4. دمج الاهتمامات: استخدام شغف الطفل وحبه للعبة معينة (كالديناصورات أو القطارات) في العلاج.

  5. إشراك الأهل: تدريب الوالدين ليكونوا معالجين مساعدين في المنزل.


رابعاً: أدوات العلاج المعرفي السلوكي لتنمية اللغة

في داخل الجلسات، نستخدم تقنيات محددة لبناء المهارات:

  1. إعادة التعديل المعرفي: تعليم الطفل كيف يصطاد الفكرة السلبية ("لن يلعب معي أحد") ويستبدلها بفكرة واقعية ("سأجرب، قد أجد صديقاً").

  2. التدريب على المهارات الاجتماعية (SST): عبر "لعب الأدوار" (Role-Playing) والنمذجة، حيث يتدرب الطفل على سيناريوهات حقيقية في بيئة آمنة.

  3. النمذجة بالفيديو (Video Modeling): أداة بصرية قوية يشاهد فيها الطفل فيديو لسلوك اجتماعي صحيح ليقوم بتقليده.

  4. التعرض التدريجي: مواجهة المخاوف الاجتماعية خطوة بخطوة (من الابتسامة -> إلى إلقاء التحية -> إلى بدء حوار).


خامساً: دليلك المنزلي (5 أنشطة علاجية باللعب)

بما أن اللعب هو لغة الطفل، يمكنك تطبيق مبادئ الـ CBT في المنزل عبر هذه الألعاب:

  • لعبة مطابقة المشاعر:

الهدف: الوعي بالمشاعر.
الطريقة: استخدموا بطاقات وجوه واطلبوا من الطفل مطابقة الوجوه المتشابهة وتسمية الشعور وربطه بموقف. لتحميل كروت المشاعر مجانا اضغط هنا 
  • تمارين المرآة:

الهدف: فهم لغة الجسد.
الطريقة: قفوا أمام المرآة وتبادلوا تقليد تعبيرات الوجه لربط الحركة بالشعور.

  • عجلة بدء المحادثة:
الهدف: المبادرة بالحوار.
الطريقة: عجلة ورقية عليها أسئلة بسيطة، يديرها كل شخص بالدور ويسأل الآخر.

  • سيناريوهات "ماذا لو؟":

الهدف: حل المشكلات.
الطريقة: ناقشوا مواقف افتراضية ("ماذا لو أخذ صديقك لعبتك؟") وفكروا سوياً في الحلول وعواقبها.

  • ألعاب تبادل الأدوار:

الهدف: الصبر وتبادل الأدوار.
الطريقة: أي لعبة بسيطة (مكعبات، كرة) مع التركيز اللفظي على جملة "دوري" و"دورك".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكنك كتابة تعليق هنا 💚

الاسمبريد إلكترونيرسالة