U3F1ZWV6ZTI4NDE3ODMxNTQyODk1X0ZyZWUxNzkyODQyNTQ1MTU2MA==

السرقة عند الأطفال والمراهقين: الأسباب، الوقاية، وكيفية التعامل السليم

 




السرقة عند الأطفال والمراهقين الأسباب، الوقاية، وكيفية التعامل السليم

السرقة عند الأطفال والمراهقين ليست مجرد تصرف سيء أو مخالفة أخلاقية فقط، بل هي سلوك قد يكون مرتبطًا بمجموعة متنوعة من الدوافع النفسية والاجتماعية. وتعد هذه المشكلة من السلوكيات التي تثير القلق لدى الأهل والمربين، لأنها تترك تأثيرات سلبية على شخصية الطفل وعلاقاته بالآخرين إذا لم يتم التعامل معها بحكمة ووعي.


عندما يقوم الطفل بالسرقة، فإنه غالبًا ما يكون في مرحلة لا يدرك فيها بشكل كامل مفهوم الملكية، وقد لا يكون مدركًا لعواقب أفعاله أو تأثيراتها على الآخرين. وفي أحيان أخرى، قد يلجأ الطفل أو المراهق إلى السرقة كوسيلة للتعبير عن احتياجات أو مشاعر داخلية لا يعرف كيف يعبر عنها بطرق أخرى، مثل الحاجة إلى الاهتمام أو رد الفعل على مشاعر الإهمال أو التوتر.

من هنا تأتي أهمية التركيز على فهم الأسباب الحقيقية وراء هذا السلوك والتعامل معه من منظور تربوي ونفسي، حيث يمكن أن تكون السرقة مجرد مرحلة عابرة يتجاوزها الطفل بالدعم الصحيح، وقد تكون مؤشرًا على حاجة أعمق للرعاية والتوجيه.



أسباب السرقة عند الأطفال والمراهقين

السرقة لدى الأطفال والمراهقين ليست دائمًا نتيجة لنية سيئة، بل غالبًا ما تكون دافعها حاجات نفسية أو اجتماعية، أو قد تحدث بسبب نقص في الإدراك للمفاهيم الأساسية مثل الملكية والاستئذان. ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى عدة نقاط أساسية:

الرغبة في التملك وعدم إدراك مفهوم الملكية

في مراحل الطفولة المبكرة، قد لا يفهم الطفل بوضوح الفرق بين الأشياء التي تخصه وتلك التي تخص الآخرين. يظن بعض الأطفال أن بإمكانهم أخذ ما يرغبون فيه دون الحاجة إلى الاستئذان. هذه الرغبة في التملك قد تكون ناتجة عن الفضول أو الإعجاب بشيء معين.

لفت الانتباه وجذب اهتمام المحيطين

يلجأ بعض الأطفال والمراهقين إلى السرقة كوسيلة لجذب الانتباه، خاصة إذا كانوا يشعرون بالإهمال من قبل الأهل أو المدرسين. فالسرقة قد تصبح بالنسبة لهم وسيلة للتعبير عن حاجتهم للاهتمام، حتى وإن كان هذا الاهتمام يأتي بصورة سلبية.

الشعور بالحرمان والرغبة في التعويض

يمكن أن يشعر الطفل بالحرمان إذا لم يكن لديه ما يملكه الآخرون، سواء كان ذلك حرمانًا ماديًا أو شعورًا بعدم المساواة. في بعض الحالات، يلجأ الطفل إلى السرقة لتعويض هذا الشعور بالحرمان أو للحصول على ما يفتقده.

غياب ثقافة الاستئذان في الأسرة

إذا لم يتعلم الطفل من بيئته المنزلية أهمية الاستئذان واحترام ممتلكات الآخرين، فقد ينشأ دون وعي بأهمية هذه القيم. يكون دور الأسرة هنا أساسيًا في تعزيز مفاهيم الملكية العامة والخاصة لدى الطفل.

لفت انتباه الأبوين كنوع من التمرد أو الرد على الإهمال

قد يستخدم الطفل أو المراهق السرقة كرد فعل على شعورهم بالإهمال أو محاولة لجذب انتباه الأبوين. في بعض الأحيان، يأتي هذا السلوك تعبيرًا عن تمرد ضد القواعد الأسرية أو الاجتماعية.

التعرض للتنمر أو العنف أو الإساءة

يمكن أن تكون السرقة رد فعل للضغط النفسي الناتج عن التنمر أو التعرض للعنف والإساءة. يشعر الطفل أحيانًا بأنه مضطر للقيام بأفعال سلبية كوسيلة للتعبير عن معاناته أو لرد الاعتبار لذاته.

من خلال فهم هذه الأسباب، يتمكن الأهل والمربون من التعامل مع المشكلة بشكل أكثر فاعلية وتوجيه الطفل للتخلي عن هذا السلوك بطرق صحيحة، عوضًا عن اللجوء للعقاب الشديد أو التوبيخ، مما يساعد الطفل على الشعور بالأمان والانتماء وتعلم السلوكيات الصحيحة.







أنواع السرقة ودوافعها عند الأطفال والمراهقين

لفهم مشكلة السرقة لدى الأطفال والمراهقين بشكل أعمق، من المهم التمييز بين أنواع السرقة ودوافعها، لأن كل نوع قد يكون مرتبطًا بأسباب ودوافع مختلفة تستدعي أساليب تعامل متباينة. من هذه الأنواع:

  1. السرقة العرضية أو المؤقتة
    هذا النوع من السرقة يكون عادةً عابرًا ويحدث نتيجة للفضول أو لرغبة مفاجئة لدى الطفل أو المراهق في الحصول على شيء معين. في هذه الحالة، قد لا يكون لدى الطفل نية ثابتة للاستمرار في السرقة، بل تكون الحادثة لحظية وتفتقر إلى الوعي الكامل بمفهوم الملكية.(غالبًا ما تتلاشى هذه السلوكيات عند توعية الطفل وتوجيهه بلطف وتعليمه مفاهيم الملكية والاستئذان).
  2. السرقة الناتجة عن الحاجة العاطفية أو رغبة في الحصول على اهتمام
    يلجأ بعض الأطفال للسرقة كوسيلة للتعبير عن حاجتهم العاطفية، خاصة إذا كانوا يشعرون بالإهمال أو نقص الاهتمام. في هذه الحالة، تكون السرقة طريقة للفت الانتباه وجذب اهتمام الأهل أو الأصدقاء.(في هذه الحالة، يكون العلاج موجهًا نحو تلبية احتياجات الطفل العاطفية وتعزيز التواصل معه، لتقليل الحاجة للجوء إلى السلوكيات السلبية كوسيلة للتعبير).
  3. السرقة الناتجة عن تقليد الأصدقاء أو التأثر بالسلوكيات المحيطة
    يمكن أن يكون الطفل أو المراهق تحت تأثير الأصدقاء الذين قد يمارسون سلوكيات خاطئة، مثل السرقة، كنوع من المغامرة أو التحدي. في هذه الحالة، ينخرط الطفل في هذا السلوك كنوع من التقليد أو كوسيلة للتقرب من أصدقائه والشعور بالانتماء. (هذا النوع من السرقة يتطلب من الأهل مراقبة علاقات الطفل والتأكد من نوعية أصدقائه وبيئته الاجتماعية).
  4. السرقة كرد فعل للتعرض للتنمر أو العنف أو الإساءة
    بعض الأطفال قد يسرقون كوسيلة للتعبير عن غضبهم أو كنوع من رد الفعل تجاه تجارب سلبية تعرضوا لها، مثل التنمر أو العنف في المدرسة أو المنزل. في هذه الحالة، تكون السرقة انعكاسًا للضغط النفسي والرغبة في تفريغ مشاعر الغضب أو الألم. (هذا النوع من السلوك يتطلب تدخلًا نفسيًا أكبر لمعالجة الأسباب الجذرية وراء هذه السلوكيات، وتقديم الدعم النفسي للطفل للتغلب على هذه التجارب السلبية).



أهمية فهم الأسباب لتحديد كيفية التدخل

فهم الأسباب الكامنة وراء السلوكيات السلبية لدى الأطفال، مثل السرقة، هو الخطوة الأولى والأساسية للتدخل الفعّال. عندما يعرف الأهل والمربون دوافع السرقة، يمكنهم التدخل بأسلوب مناسب وهادف إلى معالجة أصل المشكلة بدلًا من مجرد معاقبة السلوك الظاهري. هذه بعض النقاط التي توضّح أهمية فهم الأسباب:

التعامل الصحيح مع الطفل وتجنب التصنيف السلبي


معرفة سبب السرقة يساعد الأهل على تجنب وصف الطفل بألقاب سلبية مثل "لص" أو "سارق"، ما يحميه من الشعور بالعار أو النبذ. فبدلًا من التركيز على السلوك السلبي، يُنظر إلى السرقة كعلامة على حاجة معينة لدى الطفل، ما يسمح بتوجيهه ودعمه بدلًا من تقريعه.

توفير الدعم العاطفي للطفل بدلًا من العقاب المباشر


إذا كانت السرقة ناجمة عن حاجات عاطفية، مثل الرغبة في جذب الانتباه، يمكن للأهل تلبية هذه الحاجات بشكل إيجابي بدلًا من العقاب. هذا يساهم في تقوية الروابط العاطفية مع الطفل، ويجعله يشعر بأن الأهل يفهمونه ويهتمون به.

معالجة الجذور النفسية والاجتماعية للسلوك


في بعض الحالات، قد يكون السبب الرئيسي وراء السرقة هو التعرض لمواقف سلبية، كالتنمر أو العنف، مما يعني أن السلوك ليس المشكلة بحد ذاته، بل هو رد فعل لتجارب مؤلمة. فهم هذا الجانب يساعد الأهل والمختصين على معالجة الجذور النفسية للسلوك وتقديم الدعم النفسي الذي يحتاجه الطفل، عوضًا عن التعامل مع السلوك بشكل مباشر.

تعديل البيئة المحيطة لتجنب التأثيرات السلبية


إذا كانت السرقة ناتجة عن تأثير الأصدقاء أو البيئة المحيطة، يمكن للأهل أن يعملوا على تغيير هذه البيئة أو التأكد من أن الأشخاص المحيطين بالطفل لديهم سلوكيات إيجابية. هذا يقلل من فرص تقليد الطفل لسلوكيات سلبية كوسيلة للتكيف مع أقرانه.

التوجيه السلوكي وتعليم القيم الأخلاقية


عندما يفهم الأهل سبب السرقة، يمكنهم تكييف طريقة التدخل لتعزيز القيم الإيجابية في شخصية الطفل، مثل الاستئذان واحترام ملكية الآخرين. فهم الأسباب يتيح أيضًا تعليم الطفل القناعة والرضا بما لديه بطرق تتماشى مع حاجاته النفسية.

التدخل الهادف والمتكامل

بفهم أسباب السرقة، يمكن للأهل تصميم تدخل شامل يلبي احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية، ويوفر له التوجيه والدعم المناسبين. هذا النوع من التدخل يكون أكثر فاعلية في تعديل سلوك الطفل ويزيد من فرص تخلّصه من هذا السلوك السلبي بطريقة إيجابية وبناءة.





التعامل الصحيح مع المشكلة

عند التعامل مع السرقة لدى الأطفال والمراهقين، من المهم أن تكون الاستجابة مدروسة ولطيفة، بحيث تساعد الطفل على إدراك خطأه دون المساس بثقته بنفسه أو شعوره بالأمان. إليك بعض النصائح للتعامل مع المشكلة بشكل صحيح:

المواجهة الهادئة والطلب بلطف لإعادة المسروقات


إذا اكتشفت أن طفلك قد أخذ شيئًا ليس له، تحدث معه بهدوء واطلب منه إعادة الشيء إلى صاحبه دون تعنيف. هذا يعلمه أهمية احترام ملكية الآخرين بطريقة إيجابية ودون تهديد أو عقاب، ما يساعده على الاعتراف بأخطائه وتحمل مسؤولية أفعاله.

تعزيز مفهوم الاستئذان واحترام ملكية الآخرين


علّم طفلك أن يسأل دائمًا قبل أن يأخذ أي شيء ليس له، وساعده على فهم معنى "الملكية" العامة والخاصة. استخدام أمثلة بسيطة من الحياة اليومية لتوضيح هذا المفهوم يمكن أن يكون فعالًا، مثل الاستئذان قبل استخدام ممتلكات الأسرة أو مشاركة ألعابه مع الآخرين.

تجنب وصفه بألفاظ سلبية مثل "لص" أو "سارق"


من المهم عدم استخدام أوصاف قاسية أو جارحة، مثل "لص"، لأن هذا يضر بتقدير الطفل لذاته ويخلق حاجزًا بينه وبين الأهل. بدلًا من ذلك، ركز على السلوك ذاته وليس على شخص الطفل، بحيث يشعر بالأمان والدعم للتغيير.

غرس قيمة القناعة والرضا بما يمتلكه


تحدث مع طفلك عن أهمية القناعة والرضا بما لديه، وعلّمه أن السعادة ليست مرتبطة بالممتلكات المادية. هذا يساعده على تجنب المقارنة مع الآخرين وعدم الشعور بالحاجة لتعويض ما ينقصه بالسرقة.

تجنب مناقشة السلوك أمام الآخرين


من الأفضل عدم التحدث عن السلوك السلبي أمام الآخرين، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء. الحفاظ على خصوصية الموضوع يمنع الطفل من الشعور بالعار ويساعده على التركيز على تصحيح سلوكه دون إحراج.

إشباع احتياجات الطفل بحدود معقولة


حاول تلبية احتياجات طفلك بحدود دون إفراط أو تفريط، ما يساعده على الشعور بالرضا ويقلل من الدافع للبحث عن تعويض من مصادر أخرى. إذا كان يشعر بالحرمان من أشياء معينة، حاول فهم احتياجاته الحقيقية وتلبية ما يمكن تلبيته ضمن المعقول.

مراقبة علاقات الطفل وأصدقائه


تابع أصدقاء طفلك ومع من يتفاعل. قد يكون الطفل متأثرًا بأصدقاء يمارسون سلوكيات خاطئة، ويمكن لتواجد أصدقاء إيجابيين في حياته أن يعزز من سلوكياته الصحيحة. تحدث معه عن أهمية اختيار الأصدقاء بعناية وكيف يمكن أن يتأثر بهم.

التوجيه بحب واهتمام

باستخدام هذه الأساليب، يمكن للأهل تقديم الدعم والتوجيه بطريقة لا تؤذي نفسية الطفل، بل تشجعه على تبني سلوكيات إيجابية ومهارات اجتماعية صحيحة.






دور الأهل في مراقبة العلاقات الاجتماعية للطفل

تلعب العلاقات الاجتماعية دورًا كبيرًا في تكوين شخصية الطفل وسلوكياته، لذا يُعدّ من المهم أن يراقب الأهل نوعية أصدقاء الطفل والبيئة الاجتماعية التي يقضي فيها معظم وقته. قد يتعلم الطفل سلوكياته من أقرانه، سواء كانت إيجابية أو سلبية، بما في ذلك سلوك السرقة. وفيما يلي بعض الإرشادات التي تساعد الأهل على توجيه أطفالهم نحو أصدقاء ومجتمع صحي:
  • الاهتمام بمعرفة أصدقاء الطفل
    ينبغي على الأهل التعرف إلى أصدقاء طفلهم والتحدث معهم عند الإمكان، حيث يمكنهم بناء فكرة واضحة عن تأثيرهم على سلوك الطفل وأخلاقياته. يُفضَّل دعوة الأصدقاء للمنزل لقضاء بعض الوقت، فهذا يمنح الأهل فرصة للتعرف إلى البيئة الاجتماعية المحيطة بطفلهم بشكل مباشر.
  • التأكد من البيئة الأخلاقية والاجتماعية للأصدقاء
    من المهم مراقبة القيم الأخلاقية والسلوكية للأصدقاء ومعرفة ما إذا كانوا يتبعون سلوكيات سليمة أو يمارسون عادات سلبية، مثل الكذب أو السرقة أو التصرف بعنف. إذا تبين أن هناك أصدقاء قد يؤثرون سلبًا على الطفل، يمكن للأهل توجيه طفلهم للابتعاد عن هؤلاء الأصدقاء بلطف ودون فرض.
  • تعليم الطفل قيم الاختيار الواعي للأصدقاء
    يمكن للأهل أن يغرسوا في طفلهم أهمية اختيار الأصدقاء بناءً على الأخلاق والقيم المشتركة، مع التركيز على أن يكون الأصدقاء متعاونين وأمناء. هذا التعليم يمنح الطفل وعيًا يساعده على اتخاذ قرارات حكيمة في تكوين علاقاته الاجتماعية.
  • الانخراط في الأنشطة الجماعية
    تشجيع الطفل على المشاركة في أنشطة جماعية منظمة، مثل النوادي الرياضية أو الثقافية، يوفر له فرصة للتعرف إلى أصدقاء إيجابيين في بيئة تشجع على التعاون والالتزام. هذا يعزز من انتماء الطفل لمجموعة صحية ويقلل من فرص تأثره بسلوكيات خاطئة.
  • التواصل الدائم والمفتوح مع الطفل
    يُعتبر التواصل المفتوح مع الطفل أحد أفضل الطرق لمعرفة تفاصيل حياته وعلاقاته. فعندما يشعر الطفل بالراحة في الحديث عن أصدقائه وتجاربهم، يصبح من السهل على الأهل فهم ما إذا كانت هناك تأثيرات سلبية قد تؤدي إلى سلوكيات مثل السرقة، مما يسمح لهم بالتدخل في الوقت المناسب.
  • التأثير الإيجابي للبيئة المحيطة
    يعد بناء بيئة صحية ومتابعة علاقات الطفل بطريقة حكيمة وداعمة من الأساسيات التي تساعد الطفل على اكتساب القيم الصحيحة وتجنب السلوكيات السلبية مثل السرقة. من خلال توجيه الأهل ومشاركتهم في اختيار أصدقاء الطفل، يمكنهم أن يساعدوه على بناء علاقات إيجابية تساهم في تنميته السليمة وتطور شخصيته بطريقة صحية.




الوقاية من السرقة لدى الأطفال

تعد الوقاية من السلوكيات السلبية، مثل السرقة، خطوة أساسية يجب أن يبدأها الأهل منذ الصغر لبناء شخصية قوية ومستقلة لدى الطفل. من خلال ترسيخ القيم الأخلاقية السليمة وتوفير بيئة آمنة ومحبة، يمكن للأهل أن يساعدوا الطفل على تجنب الحاجة للجوء إلى مثل هذه التصرفات. فيما يلي بعض الاستراتيجيات الوقائية التي تساعد على تحقيق ذلك:

  1. بناء علاقة قوية مع الطفل تقوم على الثقة
    يجب أن يشعر الطفل بأن الأهل هم مصدر الأمان والثقة، ويمكنه التحدث معهم عن كل ما يشعر به أو يواجهه. عندما يُنشئ الأهل علاقة قوية مع الطفل تقوم على الثقة المتبادلة، تقل احتمالية لجوئه لسلوكيات سلبية للتعبير عن مشاعره أو لتحقيق احتياجاته.
  2. تلبية احتياجات الطفل بشكل معتدل
    الحرمان الزائد قد يدفع الطفل إلى السرقة، وفي الوقت نفسه، الإفراط في تلبية كل رغباته قد يجعله غير قادر على تحمل الإحباط. لذا، يجب على الأهل تحقيق توازن مناسب بين تلبية احتياجات الطفل المادية والعاطفية بشكل معتدل يعزز لديه الشعور بالرضا ويجنبه البحث عن تعويضها بطرق خاطئة.
  3. تعليم القيم الأخلاقية منذ الصغر
    يمكن للأهل أن يبدؤوا بغرس القيم الأساسية لدى الطفل، مثل احترام ممتلكات الآخرين، والاستئذان قبل أخذ أي شيء ليس له، ومفهوم القناعة بما يمتلكه. يمكن تعزيز هذه القيم من خلال القصص والمواقف اليومية، ما يجعلها جزءًا طبيعيًا من سلوك الطفل.
  4. توجيه الطفل نحو فهم أهمية الصدق والأمانة
    التحدث مع الطفل عن أهمية الصدق والأمانة في حياته اليومية، وتعزيز هذه القيم من خلال القدوة الحسنة؛ فعندما يرى الطفل والديه يلتزمان بالصدق والأمانة في تعاملاتهم، يكون أكثر ميلًا لتبني هذه الصفات والالتزام بها.
  5. تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره واحتياجاته
    السرقة أحيانًا تكون وسيلة للتعبير عن احتياجات أو مشاعر غير ملباة، لذا من المهم تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره واحتياجاته بطرق سليمة. من خلال الاستماع للطفل وتشجيعه على التعبير عن نفسه، سيشعر أن احتياجاته مفهومة وأن هناك من يهتم بتلبية حاجاته بشكل صحيح.
  6. مساعدة الطفل على تطوير مهارات التعامل مع الضغط والإحباط
    الحياة لا تخلو من مواقف محبطة وضغوط، لذا يجب على الأهل تعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعر الإحباط والضغط بطرق بناءة، مثل ممارسة الرياضة، أو الرسم، أو التحدث مع الأهل، وهذا سيساعده على التعامل مع هذه المشاعر دون اللجوء لسلوكيات غير مقبولة.
  7. تشجيع الطفل على الانضمام إلى أنشطة مجتمعية إيجابية
    إشراك الطفل في أنشطة جماعية مثل الفرق الرياضية، أو النوادي المدرسية، أو الأنشطة التطوعية، يخلق بيئة إيجابية له ويعزز لديه شعور الانتماء والتعاون، ويشجعه على تبني سلوكيات صحية.
  8. دور الأهل في بناء الأسس القيمية
    بتطبيق هذه الاستراتيجيات الوقائية، يساعد الأهل في توجيه طفلهم نحو سلوكيات إيجابية، وبناء شخصية قوية ومتصالحة مع ذاتها. الوقاية هي الأفضل دائمًا، حيث تغني عن مواجهة السلوكيات السلبية وتعقيداتها لاحقًا، كما تُعد خطوة أساسية في خلق بيئة أسرية مشجعة وداعمة تسهم في نمو الطفل بطريقة صحية وسليمة.




متى يجب استشارة مختص؟

في بعض الحالات، قد تتجاوز مشكلة السرقة لدى الطفل أو المراهق نطاق التصرفات العرضية البسيطة التي يمكن معالجتها بالتوجيه الأسري. هنا يصبح من الضروري استشارة مختص نفسي أو تربوي لتقديم الدعم المطلوب وفهم أعمق للسلوك. فيما يلي بعض العلامات والدلائل التي تشير إلى ضرورة طلب المساعدة من مختص:


إذا لاحظ الأهل أن السرقة أصبحت عادة تتكرر بشكل مستمر ولا تتغير مع محاولات التوجيه والنصح، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة أعمق تتطلب تدخلًا متخصصًا.
عدم شعور الطفل بالذنب أو الندم بعد السرقة

في الحالات العادية، يشعر الأطفال بالندم أو الذنب بعد ارتكاب خطأ، ولكن إذا أظهر الطفل عدم اكتراث أو عدم اهتمام بعواقب سلوكه، فقد يكون ذلك علامة على وجود اضطراب يحتاج إلى تدخل من مختص لمساعدته على فهم مشاعره وسلوكياته.
لجوء الطفل للسرقة كرد فعل لمشاكل عاطفية أو نفسية

إذا كانت السرقة تبدو كوسيلة يستخدمها الطفل للتعامل مع ضغوط نفسية أو مشاكل عاطفية، مثل التنمر أو التجاهل من قبل الأقران، فقد يكون بحاجة إلى جلسات علاجية تساعده على التكيف مع مشاعره وإيجاد طرق صحية للتعبير عنها.
تأثير السلوك على العلاقات الاجتماعية والأكاديمية

إذا كانت مشكلة السرقة تؤثر سلبًا على علاقات الطفل الاجتماعية أو أدائه الأكاديمي، فمن المهم استشارة مختص قبل أن تزداد الأمور تعقيدًا. قد يكون هذا السلوك مؤشرًا على مشاكل أعمق تؤثر في جوانب أخرى من حياة الطفل.
ظهور سلوكيات سلبية أخرى مرافقة للسرقة

في بعض الأحيان، تظهر السرقة كجزء من مجموعة من السلوكيات السلبية، مثل الكذب المتكرر أو التهرب من المسؤوليات أو العدوانية تجاه الآخرين. وجود عدة سلوكيات غير مرغوبة معًا قد يكون إشارة على وجود اضطرابات سلوكية أو نفسية.
وجود مشاكل أسرية تؤثر على استقرار الطفل

إذا كان هناك خلافات أو مشكلات أسرية، مثل الطلاق أو فقدان أحد أفراد العائلة، فقد يتأثر الطفل بذلك وتظهر السرقة كوسيلة للتعبير عن مشاعره. هنا، يمكن أن يساعد المختص في تقديم دعم عاطفي وتوجيه الطفل لتجاوز تأثير هذه المشكلات.
أهمية العلاج النفسي والتربوي
عند ملاحظة هذه العلامات، يجب ألا يتردد الأهل في طلب المساعدة من مختص نفسي أو تربوي. يمكن للمختص تقديم تشخيص دقيق وتوجيهات عملية لمساعدة الطفل على تجاوز مشكلته والتعامل معها بطريقة صحية. كما قد يتطلب الأمر جلسات فردية أو جماعية، حسب طبيعة المشكلة واحتياجات الطفل.














تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

يمكنك كتابة تعليق هنا 💚

الاسمبريد إلكترونيرسالة