تعتبر الذاكرة العاملة عند الأطفال أقرب للذاكرة قريبة المدى، وهي الذاكرة التي تعمل على حفظ المعلومات والأحداث بشكل مؤقت ومن ثم تخزينها لفترة قصيرة من الزمن، قبل أن تتم معالجتها ونقلها إلى الذاكرة طويلة المدى.
تعتمد هذه الذاكرة على العمليات الحسية والحركية التي تتم في الدماغ، والتي تتيح للأطفال استيعاب المعلومات بشكل أسرع وأكثر فعالية. وتشمل هذه العمليات الحسية الرؤية والسمع واللمس والتذوق والشم، والتي تمكن الأطفال من استيعاب المعلومات بسرعة أكبر.
وتتحسن الذاكرة العاملة عند الأطفال مع التدريب والتعلم المستمر، حيث يتعلمون كيفية ترتيب المعلومات وتنظيمها في الذاكرة العاملة وتحويلها إلى الذاكرة الطويلة المدى. ولذلك، يعد تدريب الأطفال على الاهتمام بالتفاصيل وتنظيم المعلومات والأحداث ضرورياً لتعزيز قدرتهم على استيعاب وتذكر المعلومات بشكل أفضل في المستقبل.
علامات تدل على ضعف الذاكرة العاملة عند الاطفال
هناك عدة علامات تدل على ضعف الذاكرة العاملة لدى الأطفال، ومنها:
صعوبة التركيز: عندما يكون لدى الطفل صعوبة في التركيز والبقاء مركزًا على المهمة المطلوبة، فقد يشير ذلك إلى ضعف الذاكرة العاملة.
صعوبة التخزين: إذا كان الطفل يواجه صعوبة في تذكر المعلومات وتخزينها في الذاكرةصعوبة الإسترجاع: إذا كان الطفل يواجه صعوبة في استرجاع المعلومات من الذاكرة وتذكرها بدقة، فقد يشير ذلك إلى ضعف الذاكرة العاملة.
التشتيت الذهني: إذا كان الطفل ينتقل بسرعة بين المهام المختلفة أو يفقد تركيزه بسهولة.
صعوبة التعلم الجديد: إذا واجه الطفل صعوبة في تعلم مهارات جديدة أو استيعاب المعلومات الجديدة.
صعوبة الإنجاز: إذا كان الطفل يواجه صعوبة في إتمام المهام المطلوبة أو يعاني من تأخر في الإنجاز.
ومن المهم الإشارة إلى أن وجود بعض هذه العلامات لا يعني بالضرورة وجود ضعف في الذاكرة العاملة، فقد يكون هناك عوامل أخرى تؤثر على قدرة الطفل على التركيز والإنجاز. لذلك يجب على الوالدين والمعلمين الانتباه إلى هذه العلامات وتقييمها بشكل مقنن من خلال الاختبارات والمقاييس
أنشطة لتحسين الذاكرة العاملة لدى الاطفال
يتطلب العمل على تنمية مهارات الذاكرة من خلال تدريبهم على القيام بتمارين مفيدة ومناسبة لعمرهم. وفيما يلي بعض التمارين التي يمكن تنفيذها لتحسين الذاكرة العاملة لدى الأطفال:
- تعليم الأطفال تقنية “التكرار”: عندما يحتاج الطفل لتذكر شيء معين، فإنه يمكنه تكرارها بشكل متكرر لتحفيز الذاكرة العاملة وتعزيز تخزين المعلومات.
- تنظيم المعلومات: يمكن تعليم الأطفال كيفية تنظيم المعلومات وترتيبها في الذاكرة العاملة، مما يسهل عملية استرجاعها في المستقبل.
- تدريب الأطفال على الاسترجاع: يمكن تعزيز الذاكرة العاملة من خلال تدريب الأطفال على الاسترجاع، وذلك من خلال طرح أسئلة وتحديات تتطلب استرجاع المعلومات.
- اللعب بالألوان: يمكن استخدام الألوان كوسيلة لتحسين الذاكرة العاملة، عن طريق تعليم الأطفال اللعب بالألوان وتحديد أشياء مختلفة في الغرفة باللون المحدد.
- التدريب على العد: يمكن تحسين الذاكرة العاملة من خلال تدريب الأطفال على العد، مثل حساب الأشياء في الغرفة أو عدد الخطوات المطلوبة للوصول إلى مكان معين.
- لعبة تذكر المواقع: تتمثل فكرة هذه اللعبة في ترتيب عدد من الأشياء على طاولة وإعطاء الطفل بضع ثوانٍ للاطلاع عليها، ثم إخفاء الأشياء وطلب من الطفل تذكر المواقع التي كانت عليها الأشياء.
- التدريب على التعرف على التفاصيل: تمثل هذه اللعبة في تقديم مشهد معين للطفل واطلب منه التعرف على التفاصيل الدقيقة في المشهد، مثل عدد الأشخاص أو الألوان المستخدمة فيه.
- لعبة تذكر الأرقام: تتمثل فكرة هذه اللعبة في إعطاء الطفل سلسلة من الأرقام وطلب منه تذكرها بالترتيب الصحيح.
- التدريب على التعرف على الألوان: يمكن تحقيق ذلك من خلال إعطاء الطفل صورًا لأشياء ملونة وطلب منه التعرف على الألوان المختلفة التي توجد في كل صورة.
- لعبة التدريب على التسلسل: تتمثل فكرة هذه اللعبة في تقديم مجموعة من الأشياء وطلب من الطفل وضعها في تسلسل محدد، مثل ترتيب الحروف الأبجدية أو ترتيب الأرقام من الأصغر إلى الأكبر.
- الألعاب اللغوية والكلامية: مثل التدريب على حفظ الأشياء وتكرارها بعد الآخرين بنفس الطريقة، والتدريب على استخدام الصفات لوصف الأشياء المختلفة، وتدريب الأطفال على حفظ القصص وإعادتها بشكل دقيق.
- لعبة “ذاكرتي الخاصة: هذه اللعبة تحتاج إلى أشياء بسيطة مثل الأوراق الملونة والأشكال البسيطة. يتم وضع مجموعة من الأشياء المختلفة على الأرض ويتم إخفاءها بشكل سريع، ثم يطلب من الطفل أن يحاول تذكر ما هي الأشياء التي تم إخفاؤها. يمكن تعديل صعوبة اللعبة عن طريق زيادة عدد الأشياء أو السرعة التي تم إخفاؤها بها.
- تمارين التركيز: وهو عنصر مهم لتحسين الذاكرة ويمكن تحسينه من خلال التمارين البسيطة. يمكن إجراء هذه التمارين عن طريق محاولة تذكر تفاصيل حول موضوع ما، مثل الأشياء التي تحتويها غرفة معينة. كما يمكن إجراء تمارين اخرى كحل الألغاز أو الألعاب التي تحتاج إلى تركيز وانتباه.
- لعبة تتبع النمط:
يمكن لهذه اللعبة مساعدة الأطفال في تحسين ذاكرتهم عن طريق رسم نمط على ورقة، ثم يتم حذف جزء من النمط ويتم منح الطفل الفرصة لاستكمال النمط الذي تم حذفه. يمكن زيادة صعوبة اللعبة عن طريق زيادة عدد النقاط التي يتم حذفها من النمط.
يجب ممارسة هذه التمارين بانتظام وبشكل متكرر للحصول على أفضل النتائج في تحسين الذاكرة العاملة لدى الأطفال.
الفرق بين الذاكرة العاملة اللفظية والذاكرة العاملة غير اللفظية
الذاكرة العاملة هي القدرة على الحفظ والاسترجاع المؤقت للمعلومات، وهي تشمل الذاكرة العاملة اللفظية والغير لفظية.
الذاكرة العاملة اللفظية
تتعلق بالمعلومات التي تحفظ بشكل لفظي مثل الكلمات والأرقام والأحرف. وتتضمن هذه التمارين ما يلي:
تدريب التكرار: يتضمن تكرار الكلمات والأحرف بشكل متكرر، ويمكن القيام بهذا النوع من التدريب بطرق مختلفة مثل قراءة الكلمات بصوت عالٍ أو كتابتها بشكل متكرر.
الألعاب اللفظية: تتضمن هذه الألعاب تكرار الكلمات والأحرف والأرقام بشكل سريع، مثل لعبة تحديد الكلمة أو لعبة حفظ الرقم.
تعلم النطق الصحيح: يمكن أن يساعد تعلم النطق الصحيح في تحسين الذاكرة اللفظية، حيث يتطلب التمرين تكرار الأصوات والكلمات بشكل صحيح.
الذاكرة العاملة غير اللفظية
فإنها تتعلق بالمعلومات التي تحفظ بشكل غير لفظي مثل الأشكال والألوان والصور. وتتضمن هذه التمارين ما يلي:
التعرف على الأشكال والألوان: يمكن التدريب عن طريق تعلم الأشكال والألوان وتمييزها عن بعضها البعض.
تعلم الترتيب: يمكن التدريب عن طريق ترتيب الأشياء والصور ثم تغير مكانها وطلب اعادتها لمكانها الاصلى.
كيف يمكن قياس الذكرة العاملة وتقيمها والاختبارات التى تقيسها
هناك عدة طرق لقياسها وتقييمها، ومنها:
- اختبار تذكر الرقم: يتم فيه تقديم سلسلة من الأرقام ويتم طلب من الطفل تذكرها بالترتيب الصحيح. يتم زيادة عدد الأرقام تدريجياً وتحديد الحد الذي يتمكن الطفل من تذكره.
- اختبار تذكر الكلمات: يتم فيه تقديم قائمة من الكلمات ويتم طلب من الطفل تذكرها بالترتيب الصحيح.
- اختبار تركيز الانتباه: يتم فيه طلب من الطفل إكمال مهمة أو حل مشكلة وهو معرض للتشتت أو الانحراف عن المهمة الأساسية، ويتم قياس فاعليته في العودة إلى المهمة الأساسية.
- اختبار تذكر الأحداث: يتم فيه طلب من الطفل تذكر سلسلة من الأحداث وترتيبها بالتسلسل الصحيح.
- يمكن قياس الذاكرة العاملة باستخدام هذه الاختبارات وتحديد مدى قدرة الطفل على الحفظ والتركيز والتعامل مع المهام المعقدة. يمكن تقييم الأداء باستخدام الدرجات أو النقاط، ويمكن استخدام هذه النتائج لتحديد مدى الحاجة لتدخل تدريبي أو تطوير استراتيجيات لتحسين الذاكرة العاملة لدى الطفل.
إرسال تعليق
يمكنك كتابة تعليق هنا 💚